منتدى شمس العراق
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

2008

اذهب الى الأسفل

2008 Empty 2008

مُساهمة من طرف وردة الجمعة يناير 16, 2009 12:40 am

أقواس
عيسى الشيخ حسن
eassash2@hotmail.com
2008

"يهلّ العام ، أربعة أرقام
كأربعة عصافير محظوظة
تحطّ على سلك
إزاء ستار من زمن عارٍ
لكنها الآن
لا تشدو بالغناء"
في مقدمة إحدى قصائده القصيرة يتعثر الشاعر التشيلي بابلو نيرودا بصورة طريفة للعام الجديد، بغنائية عالية تسم شعر بابلو نيرودا بميسمها، حين يتمثل الرقم الجديد ذي المراتب الأربع وقد مثلته أربعة عصافير على سلك، وكأنّ معداد معلمة الصف الثاني مازال في ذاكرة الشاعر، تعلمه بالخرز الملون مراتب الأعداد.
ولكن هل ستكون العصافير الجديدة التي حطت على سلك الزمن العربي محظوظة أيضاً؟
هل علينا أن نتفاءل ونهيم حباً بالقادم كما فعلت قبل نصف قرن تماماً ، حين غنت فدوى طوقان للعام 1958: " في يدينا لكَ أشواقٌ جديدَهْ/في مآقينا تسابيحُ، وألحانٌ فريدَهْ/ سوفَ نُـزْجيها قرابينَ غِناءٍ في يديْكْ/ يا مُطِلاًّ أملاً عذبَ الورودِ/ يا غنيًّا بالأماني والوعودِ/ ما الذي تحملُهُ من أجلنا؟/ ماذا لديْكْ؟" . ثمّ نكون جميلين كي نرى الوجود جميلاً. أم نمضي إلى النهاية في رثائية مديدة تجاوزت حدود النكبة؟ أم نردد مع المسرحي سعد الله ونوس : " إننا محكومون بالأمل"؟ فنذرّ على محطات البؤس أطياف أمانٍ في أجنّتها. أم نصرخ مع الشاعر :" ربّ يومٍ بكيت منه فلمّا / صرت في غيره بكيت عليهِ".
أظنني أقف مع الشاعر الشابّ تميم البرغوثي : " يا من تقولون يا ويلي و يا ترفي / لم يأت والله بعد الويلُ و اللهفُ " وأظنّ أن علينا أن نكفّ لسان المراثي، فالزمن العربي وإن تقشر سلكه الأخضر استنبت عليه أبو ماضي و طوقان ودرويش وغيرهم عصافير حلم ثرثارة، إلا أنه لم ينقطع أيضاً ، وإن كان الحزن العربيّ قد صبغ أجنحة كل العصافير التي وقفت على ذلك السلك بكآبته ، فإنّ هذه العصافير لم تتوقف عن الغناء.
صحيح أن العام الجديد يشهق يومه الأول هذا الصباح ، وفلسطين برأسين و العراق بثلاثة رؤوس و لبنان بلا رأس ، صحيح أن العام الجديد يفتح عينيه هذا الصباح و المواطن العربي مواطن بدرجة متسوّل في بلده ، وبدرجة إرهابي في بلاد الغرب، صحيح أن العام الجديد يمشي خطوته الأولى هذا الصباح والكتاب العربي يزداد يتماً وغربةً ، و القارئ العربي يزداد فقراً .
صحيح أن 2008 بين ظهرانينا وأن أوراق الروزنامة ستعود من جديد إلى الجدار، صحيح أن الحروب الأهلية و الكوارث الطبيعية و العبارات و القطارت و السفن الرديئة التي تعبر المتوسط والسيارات الفارهة قد أزهقت آلاف الأرواح البريئة..
صحيح ، ولكن شيئاً فينا نائم ، نحسّ به ، نسمع شخيره العالي ، وفي الوقت نفسه نستطيع أن نوقظه ، ونهزّ سريره ، شيء يمكن أن يعلمنا سرّ أن نحسّ بالأمن في غابة الذئاب، و بالحياة في لجة الموت ، و بالحب في خضم المقت ، و بالأمل في مستنقع اليأس .
**
أما آن لنا أن نتوقف عن سماع هذا الموّال الشجيّ و العقيم في
وردة
وردة
شموس خوش بده يحجي

انثى
عدد الرسائل : 271
العمر : 35
الموقع : العاب ترفيهية
العمل/الترفيه : طالبة
السٌّمعَة : 0
نقاط : 11642
تاريخ التسجيل : 06/06/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى